هل سمعت بمصطلح المطابخ السحابية أو المطاعم السحابية أو الافتراضية؟ نأخذك هنا للحديث عن هذا النوع المستحدث من المطاعم. إذا كنت مهتمًا، استكشف معنا في هذا المقال كل ما يتعلق حول هذه المطابخ ونماذج العمل وكيفية تشغيلها وتجهيزها بأفضل الطرق. 

نظرة على المطابخ السحابية أو الافتراضية ونماذج عملها

بدأت العديد من القطاعات بمرحلة التحول الرقمي خلال السنوات الماضية، ومعها ظهر تغير كبير في قطاع الطعام مع ظهور خدمات التوصيل من المزارع في حال كانت منتجات طازجة، أو حتى من البقالة وكذلك المطاعم والمطابخ. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث ظهر نموذج جديد مع التحول الرقمي لقطاع الطعام يُدعي المطابخ السحابية أو المطاعم السحابية، أو حتى المطابخ الافتراضية كما يفضل البعض الحديث عنها، فما هي هذه المطابخ؟

المطابخ السحابية

تقدم المطابخ السحابية مفهومًا جديدًا في قطاع الطعام وتقنياته، حيث توفر هذه المطابخ خدماتها مثلما الحال مع المطابخ والمطاعم العادية لكن دون تواجد حقيقي على أرض الواقع – بمعنى أنها تتواجد افتراضيًا كمطابخ ومطاعم بحيث توفر خدمات تحضير الطعام وتوصيله لكن دون وجود مكان فعلي لاستقبال العملاء، وذلك من خلال إتاحة جميع خدمات الطعام عبر الإنترنت.

وبسبب هذا النموذج من العمل، فإن أي مهتم بطلب الطعام يستطيع فتح تطبيق ما يوفر هذه الخدمة واستطلاع قائمة الطعام، ومن ثم طلب توصيله للمكان المفضل بسهولة، ودون الحاجة للتوجه لأي مكان لأخذ الطلب، وبالطبع يتم الدفع مقابل هذه الخدمة بالطريقة المناسبة وحسب ما توفره المنصة، سواء عن طريق خدمات الدفع الرقمي، بطاقات الائتمان، أو الدفع عند الاستلام.

وتتسم المطاعم والمطابخ السحابية بتوفيرها وجبات خاصة وأحيانًا أسعار أقل من السوق كون تكاليفها تكون أقل لعدم وجود مكان حقيقي.

الاهتمام في المطابخ الافتراضية

ساهم التطور الهائل في قطاع تقنيات الطعام في التوجه نحو المطابخ الافتراضية والسحابية، وعزز تفشي فيروس كورونا حول العالم وفرض عمليات الإغلاق وحظر التجوال في انتشار هذا النوع من المطابخ، كما ساهم كذلك في تحول عدد من المطاعم التقليدية بشكل كامل لتقديم خدماتها بالكامل عبر الإنترنت من خلال إعداد الوجبات وتوصيلها للمستخدمين بشكل كامل دون وجود أي منهم بالمكان.

كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد سبق هذا التحول الكبير نحو هذه المطابخ من خلال الاستثمار بمبلغ 400 مليون دولار أمريكي في شركة Cloud Kitchens الناشئة التي أسسها ترافيس كالانيك، مؤسس أوبر. وقد لفت هذا الاستثمار الضخم في أحد أوائل شركات المطابخ السحابية في جذب الأنظار بشدة نحو هذا القطاع، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على الاستثمار في الشركات المشابهة في المنطقة وعلى رأسها Kitopi.

واستطاعت Kitopi التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها في توفير خدماتها في الإمارات، السعودية، الكويت، والبحرين. وحصلت هي الأخرى حديثًا على استثمار بقيمة 415 مليون دولار أمريكي شارك فيها مستثمرين كبار بينهم صندوق رؤية سوفت بنك 2 الذي يحظى بدعم صندوق الاستثمارات العامة السعودي كذلك.

ورغم الاهتمام الكبير في Kitopi والرواج الضخم لها بسبب التوسع في عدة دول، هناك سلسلة مطابخ Kitch السحابية التي تنمو سريعًا في السعودية، وتم تجهزيها بمعداتنا ووصل عدد فروعها حتى الآن إلى 4. بالإضافة إلى شركات أخرى في قطاع المطابخ السحابية لاقت نجاحًا ملحوظًا مثل IKCON الإماراتية، وكذلك مثل طلبات التي كشفت عن التحول من خدمات التوصيل العادية لتشمل المطابخ السحابية، بالإضافة إلى KLC Virtual Restaurants الكويتية، و Kaykroo و Sweetheart Kitchen التي يقع مقرها في الإمارات، وغيرها.

 

طريقة عمل المطاعم السحابية وأنواعها

تعتمد طريقة العمل في هذا النوع من المطاعم على التقنية والأنظمة السحابية، حيث يتم توفير كل ما يتعلق بالطعام الذي يمكن توفيره من خلال النظام الذي بدوره سيوفره عبر واجهة المستخدم للجمهور، فيما يتحول اختيار الجمهور لأوامر في الجهة المعاكسة للطباخ أو محضر الطعام عبر واجهة خاصة لتنفيذ الطلب، وبمجرد إتمام عملية التحضير سيتم اشعار خدمة التوصيل لأخذ الطلب وايصاله للمكان الذي حدده المستخدم.

وبينما تعتبر هذه الآلية هي الأساسية بالعمل، فإن هناك عدة نماذج للمطابخ السحابية الموجودة في المنطقة والعالم:

يتم ذلك من خلال تجهيز مكان بالكامل والتعاقد مع طاهي وفريق عمل خاص لتحضير الطلبات.

يوفر هذا النموذج الفرصة للعلامات التجارية والمطاعم القائمة على تسويق منتجاتها من خلال بيعها عبر المطابخ السحابية بتوفير مكان خاص.

يتم هذا الأمر من خلال تجهيز الشركات مكان يحوي مطابخ مجهزة ويتم استئجارها منها لتحضير الطعام من خلال الأفراد الراغبين بالطهي وبيع طعامهم باستخدام تقنيات المطابخ السحابية، ليصبح المكان أشبه بمساحات عمل مشتركة للطهاة وفرق العمل.

يسمح هذا النموذج بجلب المبتدئين والمتدربين من محبي الطهي وتعليمهم لإعداد الوجبات والاستفادة من قدراتهم أثناء صقل موهبتهم.

يمكن للمطاعم السحابية التي لا تمتلك قدرة على إيجاد مكان التعاقد مع مطعم قائم لإنتاج الوجبات داخل تلك المطاعم بمقابل.

هذا الأمر يمنح الفرصة لبعض الأسر لبيع منتجاتها بالتزامن مع تحقيق الخدمة عائد مقابل هذا التعاون.

بدلًا من تجهيز مطابخ كاملة أو الاعتماد على الطرف الثالث، يمكن باختصار تجهيز مكان لتحضير الطعام يتوافق مع شروط الصحة والسلامة في المنزل في حال كانت المساحة تسمح بذلك، أو حتى في الباحة الخلفية أو أي مكان آخر بما يتناسب مع الشروط الصحية اللازمة.

تقوم بعض الخدمات بين الحين والآخر بتوليد أفكار جديدة لهذا النوع من المطابخ، كما أن نسبة منها تعمل بنظام هجين لتغطية مساحة أكبر من العمل؛ فرغم امتلاك بعض الخدمات والمنصات لمطابخ ذاتية في بعض المناطق، تعمل أحيانًا على استئجار أقسام صغيرة داخل مطابخ المطاعم الحقيقية لإنتاج وجبات محددة خاصة إذا لم يكن لديها أي فرع في المنطقة، وذلك للحفاظ على جودة الطعام وسرعة توصيله.

ويمكن للمهتمين بأي نوع من هذا النماذج الحصول على التجهيزات اللازمة وشراء جميع المستلزمات من هنا مع عشرات المعدات والأدوات المتوفرة بأفضل جودة وأسعار منافسة.

تشغيل مطبخ سحابي ناجح

يعتمد النجاح على العديد من العوامل في أي مجال، وهذا الأمر ينطبق على المطابخ السحابية لأنها لا تعتمد فقط على الهيكلية التقنية لنظام المنصة، بل هناك عدة أمور متعلقة بطريقة تسيير العمل؛ إيجاد المكان المناسب وتحديد المنطقة الجغرافية المراد تغطيتها، اختيار النظام المناسب، كفاءة وسعة الطلبات وتوافقها مع النظام، سرعة وطريقة تجهيز وتوصيل الطعام، وجودة الطعام بطبيعة الحال وهو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لطالبي الطعام خاصة المتذوقين منهم.

وتشمل أبرز الخطوات لإنجاح المطبخ السحابي:

وهنا الحديث ليس عن المكان من الداخل، بل عن الموقع الجغرافي ومكانه من الفئة المستهدفة وإمكانية تغطية كامل المحيط.

تختلف الأنظمة المشغلة لخدمات المطابخ السحابية فيما بينها، وبذلك تختلف الخصائص التي توفرها، لذا يجب اختيار النظام المناسب لنموذج العمل ومدى اتساعه.

يُعد نظام إدارة الطلبات من أهم عناصر العمل كونه يساعد في فهم وتنظيم العمل، لذا يجب اختياره بعناية ليناسب الفريق.

يساعد التغليف الجيد في إرضاء الجمهور، كونه يؤكد على اهتمام الخدمة بجمهورها والحرص على مجاراة توقعاتهم وعدم معاملتهم كأشخاص عاديين.

التغليف الجيد يساعد في التوصيل الآمن، وهذا الأمر يحتاج كذلك فريق يهتم بالتوصيل الجيد والسرعة في الأداء لإرضاء العملاء.

تساهم كفاءة الفريق وجودة الخدمة من تجهيز طعام إلى توصيل في إرضاء الجمهور، وبالتالي تحويلهم لعملاء وتحفيزهم على الترويج لمستوى الخدمة بين معارفهم ما يزيد من حجم الطلب والمبيعات.

كمطبخ سحابي فإنه من المهم توفير تجربة سلسلة للجمهور عبر الويب وتطبيقات الهواتف لحثهم على الاستمرار وترك الخدمات الأخرى.

رغم أهمية جميع الخطوات السابقة في نجاح المشروع والترويج له والحفاظ على الزبائن، إلا أن بداية أي مطبخ سحابي يجب أن يصاحبها تسويق قوي كون المكان غير موجود على أرض الواقع ولعدم وجود مجربين للطعام من قبل، وهذا يتطلب وجود خطة تسويقية لجذب الجمهور وإقناعهم على تجربة الخدمة والطعام الذي تقدمه، ومن ثم الحفاظ عليهم كعملاء من خلال الخطوات السابقة والاستمرار بعملية التسويق.

مزايا وعقبات المطابخ السحابية بالنسبة لمنشئيها والمستثمرين فيها

كغيرها من الأفكار الناشئة، تتمتع المطابخ أو المطاعم السحابية بالعديد من المزايا لمساعدة الجمهور بالحصول على مبتغاه بجودة عالية وتكاليف أقل وغيرها من الأمور، كما تواجه الكثير من العقبات سواء كان لذلك لعدم تقبل الجمهور للفكرة بشكل عام أو لنقص في تطبيق الفكرة أو غيرها. وهذا الأمر يسترعي دراسة كامل المشروع وفهم طبيعته من المقبلين على إنشاء مطابخهم السحابية أو الراغبين في الاستثمار بهذا النوع من المطاعم.

وتختلف المزايا والعقبات وفقًا لطبيعة النموذج وحجم المشروع والمكان، إلا أن بعض هذه المزايا والعقبات تتواجد مع جميع النماذج.

 

المزايا التي توفرها المطاعم السحابية عند إنشاءها:

العقبات التي تواجهها المطابخ السحابية عند إنشاءها:

إجابات شافية حول المطابخ السحابية

بعد التعرف على المطابخ السحابية، تظهر العديد من التساؤلات للمهتمين بالدخول لهذا القطاع، لذا إن كنت واحد منهم فإننا سنختصر عليك ذلك مباشرة مع إجابات شافية حول أهم التساؤلات المعتادة.

هل بإمكاني إنشاء مطبخ سحابي من المنزل أو مكان آخر؟

بكل تأكيد، الفكرة الأساسية لهذا النوع من المطابخ هو توفير مرونة لفتحها من أي مكان مناسب ومجهز لطهي وتحضير الطعام.

ويمكنك شراء جميع ما التجهيزات التي تحتاجها من هنا، بالإضافة إلى الحصول على استشارات من المختصين في هذا المجال.

هل هذا النوع من المطابخ مربح؟

بكل تأكيد، يمكن تحقيق أرباح تجابه المطاعم الحقيقية وأكثر عندما يتم تشغيلها بالطريقة الصحيحة وتسويقها للجمهور بشكل جيد.

لماذا تفشل بعض المطابخ السحابية؟

تعتمد هذه الإجابة على عدة عوامل، فبعضها يفشل لعدم اتباع الطرق السليمة والمناسبة لإدارة المشروع أو لعدم القدرة على جلب الزبائن بسبب ضعف التسويق، أو لحالات أخرى تعتمد على فريق العمل أو حتى النموذج المعمول به.

هل هذه المطابخ منخفضة أم مرتفعة التكاليف؟

تتميز المطاعم السحابية بالمرونة العالية في حساب التكاليف، فيمكن إنشاء المطبخ بأقل الأدوات لإعداد الوجبات على حسب الحاجة أو التوسع وزيادة التكاليف في حال وجود طلب وتنوع كبير، لكن هذا يعني أن التوسع والمصاريف الإضافية تأتي بناءً على حجم الطلب ولن يواجه صاحب المطعم أي خسائر باهظة الثمن كون التكاليف سيصاحبها مداخيل أعلى ومن ثم أرباح.

وتوفر الرقطان نماذج مختلفة تتناسب مع المطابخ السحابية، حيث يمكن شراء المعدات، تأجيرها، أو شراء بعضها وتأجير الآخر.

وهذه النماذج تعني عدم حاجة صاحب المطبخ أو المطعم لدفع مبالغ كبيرة، إلا عند وجود إقبال يعوض هذه التكاليف ويحقق الربح. وهذا يعني إمكانية شراء المستلزمات في حال الحاجة التامة لاستخدامها، أو حتى إيجارها عند عدم معرفة مدى إقبال الجمهور على الوجبات والمشروبات المستخدمة فيها، أو حتى شراء بعض المستلزمات الضرورية وتأجير بعضها الآخر عند الحاجة أو في المواسم مثلًا لتوفير تكاليف المشروع.

ختامًا، يمكن القول إن المطابخ السحابية تُعد أكثر توفيرًا في كل شيء تقريبًا مقارنة مع المطاعم التقليدية، من حيث تكاليف المعدات، إلى تجهيزات المكان، إلى تكاليف الأماكن الكبير، وحتى فريق العمل. 

كما أنها تعد بمستقبل مبهر في قطاع تقنيات الطعام، وغالبًا ما تكافئ المشاريع الريادية والأفكار الناشئة المستثمرين المبكرين فيها.

النشرة البريدية

تفوتك الأخبار

شارك هذا المقال